امن الافراد The security of individuals -امن المعلوماتInformation Security-امن المواد والمنشأت materials and constructions Security

قفشات

3d

تنويه: تقوم ادارة المدرسة باجراء تعديلات وتصويبات على المحاضرات المنشورة بشكل مستمر وحسب الحاجة يرجى الانتباه.

السبت، 31 ديسمبر 2016

المحاضرة الاولى-المدخل لدراسة البحث العلمي الامني


المحاضرة الاولى

المدخل لدراسة البحث العلمي الامني

              يرجع الفضل الى ما وصلت اليه البشرية في الوقت الحاضر الى العناية الالهية بالدرجة الاساس وما حاول الرسل والانبياء توصيله من رسائل الى الناس جميعا في ان يبحثوا ويتفكروا فيما حولهم وجاء في الآية (190-191) من سورة ال عمران (( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)) ان  اعمال الفكر كان ديدن الانبياء ايضا وورد عن الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قوله:
" مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فِيهِ عِلْمًا سَهَّلَ اللَّهُ لَهُ طَرِيقًا إِلَى الْجَنَّةِ " والالتماس هو البحث والتحري وجاءت كلمة "علما" نكرة للدلالة على جميع العلوم التي تنفع الناس والى الاسهامات التي اضافها البحث العلمي على الرغم من وجود فريق من المختصين يحصر البحوث العلمية فيما يتعلق ببحوث العلوم الصرفة او التطبيقية من غير الاشارة الى البحوث الانسانية او الاجتماعية او الفنية وهذا توجه غير صحيح، حيث دخل البحث العلمي في جميع نواحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية والعلمية والفنية والادبية وغيرها من اصناف العلوم والفنون وصولا الى العلوم الامنية والتي هي جزء مهم من العلوم الاجتماعية، ففي البحث العلمي يجري التركيز على مشكلة البحث وفي البحث العلمي الامني يجري التركيز او الحديث عن مشاكل الامن والتي قد تكون: تهديدا، او مخاطرا، او ازمات، او حوادث، حيث تعرف تلك المشاكل في العرف الامني باسم" معاضل" .

 ومصطلح البحث العلمي مترجم عن اللغة الإنجليزية - (Scientific Research)  حيث ان عملية البحث العلمي عملية توجب اعمال العقل وصفاء الذهن وتحديد مشكلة معينة ومن ثم استخدام احد المناهج العلمية بما يتناسب وطرح تلك المشكلة ومناقشتها من كافة النواحي والزوايا بقصد وضع الحلول لها والخروج باستنتاجات او مقترحات يمكن ان تساهم في ايجاد الحلول او التنبيه الى تلك المشاكل او كل ما يتصل بها من مشاكل فرعية او رئيسية، وهو احد اهم الوسائل التي تمكن المختصين من باحثين وغيرهم الى ايجاد الحلول للكثير من المشاكل التي تعاني منها البشرية او مجتمعات محددة فيها كما انه يؤدي الى الكشف عن حقائق وطرح معلومات جديدة تمتاز بالدقة والمصداقية بسبب الجهد المنظم المتبع فيه والذي يعتمد على الامانة في ايجاد الحلول او مناقشة المواضيع التي تهم المجتمعات في كل مكان سواء قد تم تناول موضوعاتها في بحوث سابقة ومن زوايا مختلفة او طرح مواضيع جديدة من خلال الكشف والتعريف والتأويل او التحقق او التطوير.
وخطى البحث العلمي خطوات جادة في تطوير جميع العلوم والمعارف الا ان البحث العلمي في مجال اعمال خدمة لا يزال قاصرا ومتأخرا بسبب عدم حسم النزاع على موقع العلوم الامنية من ضمن العلوم الاخرى وعدم وجود جهات علمية فاعلة تتولى تبني خيار الاخذ بالبحث العلمي الامني كمنهج يدرس في الجامعات والمعاهد الامنية واختلاف وجهات نظر المدارس الامنية في طرحها للمواضيع ذات العلاقة بأعمال خدمة الامن نظرا لكثرة العناوين الرئيسية والفرعية في تلك المواضيع.
وعلى الرغم من عدم امكانية الفصل بين المواضيع التي يمكن ان يتناولها البحث العلمي الامني والبحث العلمي المجرد او الذي يتناول العلوم الاخرى الا اننا نقف هنا على ما يمكن الاستفادة  منه ايضا من مجال البحث العلمي الامني في مجال التدريب والتخطيط للأمن وكذلك في ادارة الازمات وغيرها من الانشطة الامنية، على ان البحث العلمي الامني قد يختلف عن البحث العلمي المجرد كونه قد يتعامل مع انشطة انسانية من نوع مختلف عن الانشطة والممارسات الانسانية المعتادة في البحوث العلمية العادية وتلك قد تكون صفة مميزة للبحث العلمي الامني ربما لا توجد في فروع العلوم الاخرى ومن امثلتها:-
1- استخدام حيوانات مثل الكلاب والتي تستخدم لأغراض مختلفة مثل التفتيشات في كشف الجناة والمشبوهين  والكشف عن المتفجرات والاسلحة والمخدرات.
2- معدات والآلات واجهزة ومنها اجهزة كشف الكذب.
3- تأثير بعض المواد عند تعاطيها  من قبل  الذين يجري التحقيق معهم.
4- برامجيات وتطبيقات لأغراض التجسس او كشف التجسس.

 واتفق الجميع من المختصين ان العلوم الامنية تمثل احد فروع العلوم الاجتماعية مع وجود الامتدادات مع العلوم الاخرى وان وجود العديد من نظريات الامن لا يشكل مثلبة في البحث العلمي الامني كون ان جميع النظريات والمدارس الامنية تبحث في كيفية المحافظة على الافراد والمعلومات والمواد والمنشآت ومن زوايا مختلفة على الرغم من ان النظريات تقوم على قواعد ومبادئ واراء ومفاهيم  وان البحث العلمي الامني يقوم على التصور والفهم والمعرفة والتنظيم والتفسير والتأويل وغير ذلك من مفردات البحث العلمي والتي غالبا ما تتناول الجزئيات ضمن العناوين الرئيسية او العامة.
والعلوم الامنية بحاجة الى وجود البحث العلمي بسبب كونها جزء مهم من عملية التنمية وان لفظة (Research)   يمكن ترجمتها ايضا الى التجربة او البحث التنموي، لان مجال العمل الامني مجالا واسعا خصبا لتطبيق الكثير من البحوث وخاصة اذا توفرت الامكانيات في نشر تلك البحوث من اجل الفائدة الاكثر والاعم سواء كانت بحوث اكاديمية تصدر عن مؤسسات اكاديمية تختص بالعلوم الامنية او مؤسسات سياسية او ثقافية او جهات ومنظمات او افراد مختصين في مجال اعمال خدمة الامن او المواضيع ذات العلاقة ضمن فكرة "الأمننة" اي ان يشمل الامن جميع نواحي الحياة او انه يمكن النظر الى جميع المواضيع من وجهة نظر امنية.




ليست هناك تعليقات :

إرسال تعليق